للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فرفع العقاب نفسه دون السماء حتَّى (١) التزقَّ بالهواء فنظر في الدنيا كالقصعة بين يدي أحدكم ثم التفت يمينًا وشمالًا فإذا هو بالهدهد مقبلًا من نحو اليمين فانقض العقاب نحوه يريده، فلما رأى الهدهد ذلك علم أن العقاب يقصده بسوء فناشده فقال: بحق الله الَّذي قواك وأقدرك عليَّ إلَّا رحمتني ولم تتعرض لي (٢) بسوء.

قال (٣): فولى العقاب عنه وقال له: ويلك ثكلتك أمك إن نبي الله حلف أن يعذبك أو يذبحك، ثم طارا متوجهين نحو سليمان -عليه السلام- فلما انتهى (٤) إلى العسكر تلقته النسر والطير فقالوا له: ويلك (٥) أين غبت في يومك هذا؟ فلقد توعدك نبي الله وأخبروه بما قال.

فقال الهدهد: وما استثنى رسول الله؟ قالوا: بلى، قال (٦): أو ليأتيني بعذر بيِّن ثم طار العقاب والهدهد حتَّى أتيا سليمان -عليه السلام-، وكان قاعدًا على كرسيه فقال العقاب: قد أتيتك به يا نبي الله.

فلما قرب الهدهد منه رفع رأسه وأرخى ذنبه وجناحيه يجرهما على الأرض تواضعًا لسليمان -عليه السلام- فلما دنا منه أخذ برأسه (فمده إليه) (٧)


(١) في (ح): يعني.
(٢) في (س): على، وهو خطأ.
(٣) ساقطة من الأصل.
(٤) في (س): انتهيا، ولعله الصواب.
(٥) من (س)، (ح).
(٦) ساقطة من (س).
(٧) ما بين القوسين ساقط من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>