للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نزلت في اليهود وانتظارهم خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - وإيمانهم به (١) واستفتاحهم به على مشركي العرب، فلمّا خرج كفروا به، وذلك أن قريظة والنضير وبني قينقاع قدموا من الشام إلى يثرب (٢) حين انقطعت النبوة من بني إسرائيل، وأفضت إلى العرب، فدخلوا إلى (٣) المدينة يشهدون لمحمد


(١) ساقطة من (ش)، (ف).
(٢) يثرب هي المدينة، وكان أصل تسميتها يثرب برجل نزلها من العماليق يقال له: يثرب بن عبيد بن مهلاييل.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت بقرية" أي أمرني الله بالهجرة إليها -إن كان قاله بمكة أو باستيطانها إن كان قاله بالمدينة- ذكره السمهودي، "تأكل القرى" أي تغلبها في الفضل حتى يكون فضل غيرها بالنسبة إليها كالعدم لاضمحلالها في جنب عظيم فضلها، كأنها تستقري القرى تجمعها إليها، أو الحرب بأن يظهر أهلها على غيرهم من القرى فيفنون ما فيها فيأكلونه تسلطاً عليها، وافتتاحها بأيدي أهلها فاستعير الأكل لافتتاح البلاد وسلب الأموال وجلبها إليه "يقولون يثرب" أي تسميها الناس بذلك باسم رجل من العمالقة نزلها أو غيره، وبه كانت تسمى قبل الإِسلام "وهي" أي والحال أن اسمها اللائق إنما هو "المدينة" إذ هم كانوا يقولون ذلك، والاسم المناسب الحقيق بأن تدعى به هو المدينة، فإنها تليق أن تتخذ دار إقامة، وأما يثرب فمكروه بما يؤول إليه التثريب، والتثريب الفساد والتوبيخ والملامة.
قال النوويّ رحمه الله تعالى: فيكره تسميتها به، وكان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يحب الاسم الحسن ويكره القبيح، وتسميتها في القرآن بيثرب إنما هو حكاية قول المنافقين والذين في قلوبهم مرض.
انظر: "فيض القدير"، للمناوي ٢/ ٢٤٢ - ٢٤٣ (١٦٣٩). "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ١٣٠ - ١٣١.
(٣) ساقطة من النسخ الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>