للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الفرّاء: وهو وجه حسن (١) جيد كأنّه وجهه إلى الاستفهام (٢) بالمكذبين بالبعث كقولك للرِّجُل تكذّبه: بلى لعَمري لقد أدركت السَلَفَ، فأنت تروي ما لا أروي. وأنت تكذِّبه (٣)، وقرأ الحسن ويحيى بن وثاب والأعمش وشيبة ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر (٤) (بَلِ ادَّارَكَ) بكسر اللام وتشديد الدال (٥)، أي: تدارك


= "معجم القراءات" ٦/ ٥٤٨، ونقل عن النحاس قوله: وإسناده صحيح، هو من حديث شعبة عن أبي حمزة، عن ابن عباس، ونقله القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٢٢٦، والفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٢٩٩، والزجاج في "معاني القران" ٤/ ١٢٧.
(١) سقطت من (ح)، وهي مثبتة عند الفراء.
(٢) في (س)، (ح): الاستهزاء، كما عند الفراء.
(٣) انتهى قول الفراء. انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٢٩٩.
(٤) ساقطة من (س)، (ح).
(٥) القراءة متواترة، قال الشاطبي:
وشَدِّدْ وَصِلْ وامْدُدْ بَلِ إدَّارَكَ الَّذي ... ذكا ... ... ... ... ... ... ... ...
أخبر أن المشار إليهم بالألف والذال من (الَّذي ذكا) وهم الكوفيون ونافع وابن عامر قرءوا بتشديد الدال ومدّهِ، ووصل الهمزة قبله ويلزم من قراءتهم كسر لام (بل) لالتقاء الساكنين، فتعين لابن كثير وأبي عمرو القراءة بقطع الهمزة، وتخفيف الدال وسكونها، ويلزم من قراءتهم القصر وسكون لام (بل)، وتوجيه القراءة كما قال الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ١٢٧ - ١٢٨: والقراءة الجيدة ادَّارك على معنى تدارك فتصير دالًا ساكنةً فلا يُبتدأُ بها، فتأتي بألف الوصل لتصل إلى التكلم بها وإذا وقفت على (بل) وابتدأت قلتُ: إدَّارك، فإذا وصلت كسرتَ اللام في (بل) لسكونها وسكون الدال.
وانظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٨٥)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٣٣٤)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ١٦٤، =

<<  <  ج: ص:  >  >>