للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جيبك تعد إلى حالتها الأولى (١)، وقال بعضهم: أمره الله عز وجل أن يضم يده إلى صدره فيذهب الله عز وجل ما ناله من الخوف عند معاينته الحية (٢)، وقيل: معناه سكّنْ روعك واحفظ (٣) عليك جأشك (٤)، لأن من شأن الخائف أن يضطرب قلبه وترتعد يده (٥)، وضم الجناح هو السكون ومثله قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (٦) يريد الرفق


(١) ذكره البغوي ٦/ ٢٠٧، والقرطبي ١٣/ ٢٨٤، والألوسي في "روح المعاني" ٢٠/ ٧٥، ولم ينسبوه، ونسبه أبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١١٢ للثوري.
(٢) ونسبه البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٠٧ لابن عباس، ونسبه الزمخشري في "الكشاف" ٣/ ١٧٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٢٨٤ لمجاهد وابن عباس، وذكره النسفي في "مدارك التنزيل" ٣/ ٢٣٥، ونسبه الألوسي في "روح المعاني" ٢٠/ ٧٥ لمجاهد وابن زيد، وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٤٦٠ وقال: وربما إذا استعمل أحد ذلك على سبيل الاقتداء فوضع يده على فؤاده فإنه يزول عنه ما يجده أو يخف إن شاء الله تعالى وبه الثقة.
(٣) في (س): واخفض.
(٤) الجأش: القلب. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٣٠١.
(٥) في (س): ويرتعد بدنه، والأثر ذكره الواحدي في "الوجيز" ٢/ ٨١٨، والبغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٠٧، قلت: وقد نقل ابن كثير رحمه الله تعالى في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٤٦٠، رواية في خوف موسى عليه السلام عن مجاهد وعزاه لابن أبي حاتم. انظر: "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٢٩٧٨ وهي: قال مجاهد: كان موسى عليه السلام قد مليء قلبه رعبًا من فرعون فكان إذا رآه قال: اللهم إني أدرأ بك في نحره، وأعوذ بك من شره، فنزع الله ما كان في قلب موسى عليه السلام وجعله في قلب فرعون فكان إذا رآه بال كما يبول الحمار، وقال الألوسي في "روح المعاني" ٢٠/ ٧٥: وضم الجناح مستعار من فعل الطائر عند حالة الخوف، وكثر استعماله في التجلد وضبط النفس حتى صار مثلًا فيه وكناية عنه.
(٦) الإسراء: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>