للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأتباع والأُجَراء ومن يطبخ الآجر والجَص (١) وينجر الخشب والأبواب (٢) ويضرب المسامير، فرفعوه وشيّدوه حتى ارتفع ارتفاعًا لم يبلغه بنيان أحد من الخلق منذ خلق الله السماوات والأرض، أراد الله تعالى أن يفتنهم فيه فلما فرغوا منه أرتقى فرعون فوقه فأمر بنشابة (٣) فرمى نحو السماء فرُدَّت به (٤) وهي ملطخة دمًا، فقال: قد قتلت إله موسى، قالوا: وكان فرعون يصعده على البراذين فبعث الله عز وجل جبريل عليه السلام جنح غروب الشمس فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع، قطعة منها على عسكر فرعون فقتلت منه ألف ألف رجل ووقعت قطعة منها (٥) في البحر وقطعة منها في المغرب ولم يبق أحد ممن عمل فيه بشيء إلا هلك (٦) فذلك قوله تعالى: {فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ


(١) الجَصُّ: بفتح الجيم وكسرها، ما يبنى به؛ كما في "مختار الصحاح" للرازي (٤٤)، وقال في "لسان العرب" ٧/ ١٠: الذي يُطلى به.
(٢) ساقطة من (س).
(٣) النُّشَابُ: النبل، واحدته نشابة. "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٧٥٧.
(٤) في (س): إليه.
(٥) سقطت من (س)، وانظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (٢٨٤).
(٦) القصة من قول السدي كما أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ٧٨، بإسناد السدي المطول المعروف، وهو ضعيف، وقد سبقت الإشارة إليه، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٠٩ ونسبه لأهل السير، واختصره ابن عطية في "المحرر الوجيز" عن السدي ٤/ ٢٨٨، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٢٤/ ٢٥٣، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٢٨٩، ولعله من الإسرائيليات، والله أعلم، وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" ١/ ٣٨٣: فإنه لا سبيل للبشر أن يتواصلوا بقواهم إلى نيل السماء أبدًا -أعني السماء الدنيا- فكيف بما بعدها من =

<<  <  ج: ص:  >  >>