للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الله عز وجل: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا} وذلك أن العرب في الجاهلية كانت تُغير بعضهم على بعض ويقتل بعضهم بعضًا وأهل مكة آمنون حيث كانوا لحرمة الحرم {يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} أي: تجلب وتجمع.

قرأ أهل المدينة (١) ويعقوب: (تجْبَى) بالتاء لأجل الثمرات (٢)،


= نوفل هو الذي قال ذلك، وإسناده منقطع فيه عمرو بن شعيب -صدوق- لم يدرك ابن عباس، وفيه الحجاج المصيصي، ثقة، وكذا عبد الملك بن جريج، وقد صرح بالسماع فزالت شبهة تدليسه، وأخرجه الطبري في "جامع البيان"٢٠/ ٩٤ - بإسناد ضعيف- من حديث عبد الله بن أبي مليكة عن ابن عباس به، وشيخ الطبري -القاسم بن الحسن- لم أعرفه، وفيه الحسين بن داود المصيصي الملقب بسنيد، وقد قال عنه ابن حجر في "تقريب التهذيب": ضُعّف مع إمامته، وأخرجه الطبري أيضًا عن ابن عباس: أن أناسًا من قريش قالوا لمحمد إن نتبعك يتخطفنا الناس، وزاد السيوطي في نسبته في "الدر المنثور" ١١/ ٤٩٤ لابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس، نسبه العيني في "عمدة القاري" ٩/ ٢٢٣ للنسفي، والقرطبي كذلك في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٢٩٩، وذُكِر سبب النزول هذا في: "أسباب النزول" للواحدي (٣٤٨)، وللقاضي (١٦٩)، و"لباب النقول" للسيوطي (١٦٥).
(١) وهم نافع وأبو جعفر.
(٢) أي: بتاء التأنيث ومن قرأ بذلك فلتانيث الثمرات، وهي متواترة، قال الشاطبي: ويُجبى خَليطٌ، أخبر أن المشار إليهم بالخاء في (خليط) وهم السبعة إلَّا نافعًا، قرءوا (يجبى) بياء التذكير كلفظ الناظم، فتعين للباقين القراءة بالتاء.
انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ١٦٢، "معاني القراءات" للأزهري (٣٦٧)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٣٤١)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ١٧٥، "التيسير" للداني (١٣٩)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>