للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأرض ما شئت، فإنها مطيعة لك، فقال موسى -عليه السلام-: يا بني إسرائيل إن الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون، فمن كان معه فليثبت مكانه، ومن كان معي فليعتزل، فاعتزلوا ولم يبق مع قارون إلّا رجلان، ثم قال موسى -عليه السلام-: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الركب، ثم قال: يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلى الأعناق وقارون وصاحباه في كل ذلك يتضرعون إلى موسى -عليه السلام-، ويناشده قارون الله والرحم حتى روي أنه ناشده سبعين مرة وموسى -عليه السلام- في كل لا يلتفت إليه لشدة غضبه عليه، ثم قال موسى -عليه السلام-: يا أرض خذيهم، فانطبقت عليهم الأرض، فأوحى الله إلى موسى -عليه السلام-: يا موسى ما أفظك استغاثوا بك سبعين مرة فلم ترحمهم ولم تغثهم، أما وعزتي لو إياي دَعَوْا لوجدوني قريبًا مجيبًا (١).

قال قتادة: ذُكِر لنا أنه يُخسف به كل يومٍ قامةً وأنه يتجلجل (٢) فيها


(١) ذكر هذِه القصة الطويلة الألوسي في "روح المعاني" ٢٠/ ٢٢٢ - ٢٢٣، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٣/ ٩٥، عن علي بن زيد بن جدعان، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ١١/ ٥٣١ عن ابن عباس، وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٣٠١٩ عن علي، وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٥/ ١١٦ - ١١٧، و"تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٤٤٧ - ٤٤٨ عن ابن عباس، ونسبه له أيضًا البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٢٣ - ٢٢٤، وذكره ولم ينسبه الزمخشري في "الكشاف" ٣/ ١٩٢، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٣٠١، وأخرجه الحاكم عن ابن عباس ٢/ ٤٠٨ - ٤٠٩، وانظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٠/ ٤٨٦ - ٤٨٧، وقال ابن كثير: والظاهر أنها من الإسرائيليات.
(٢) التجلجل: السَّوْخ -أي: الدخول- في الأرض، أو الحركة، وتجلجل في الأرض ساخ فيها ودخل، والجلجلة: حركة مع صوت. "لسان العرب" لابن منظور =

<<  <  ج: ص:  >  >>