للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالنصب {بَيْنِكُمْ} بالخفض على الإضافة بوقوع الاتخاذ عليها وجعل إنما حرفًا واحدًا (١) وهي رواية حفص عن عاصم، وقرأ الآخرون (٢): (مودةً) نصبًا منونة (بينَكُم) بالنصب وهي راجعة إلى معنى قراءة حمزة ومعنى الآية أنكم اتخذتم هذِه الأوثان {مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} تتوادون وتتحابون على عبادتها وتتواصلون عليها (٣).


(١) انظر هذا المعني في "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣١٦، "معاني القراءات" للأزهري (٣٦٩)، "إعراب القرآن" النحاس ٣/ ٢٥٤، "الحجة" لابن زنجلة (٥٥٠ - ٥٥١).
(٢) وهم نافع وابن عامر وشعبة عن عاصم.
"السبعة" لابن مجاهد (٤٩٩)، "معاني القراءات" للأزهري (٣٦٩)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٣٤٣)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ١٧٩، "التيسير" للداني (١٧٣)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ١٤٤، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٤٣، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٣٤٩، "معجم القراءات" للخطيب ٧/ ١٠٢.
(٣) قال ابن زنجلة في "الحجة" (٥٥٠ - ٥٥١) مؤيدًا هذا المعنى: فمن رفع فله مذهبان: أحدهما أن يجعل (إنما) كلمتين ويكون معنى (ما) بمعنى الذي، وهو اسم (إن) و (مودة) خبر إن، ومفعول (اتخذتم) محذوف، المعني: إن الذين اتخذتموه مودةٌ بينكم، والثاني: أن ترفعها بالابتداء، و (في الحياة الدنيا) خبرها، وتجعل (ما) كافة على هذا الوجه، وقال الزجاج: ويجوز أن ترفع (مودة) على إضمار (هي) كأنه قال: (تلك مودة بينكم في الحياة الدنيا) أي: ألْفتكم وإجماعكم على الأصنام مودة بينكم في الحياة الدنيا، ومن نصب جعل (المودة) مفعول (اتخذتم)، وجعل (ما) مع (أن) كافة، ولم يعد إليها ذكرًا كما أعاد في الوجه الأول، وانتصب (مودة) على أنه مفعول له أي: (اتخذتم الأوثان للمودة) (وبينكم) نصب على الظرف، والمعنى (إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا آلهة) فحذف كما حذف من قوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ} [الأعراف: ١٥٢] معناه: اتخذوا العجل إلهًا. ا. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>