للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت الحكماء: لأن ذكر الله تعالى للعبد على حد الاستغناء وذكر العبد إياه على حد الافتقار؛ ولأن ذكره دائم، وذكر العبد مؤقت؛ ولأن ذكر العبد لجرِّ نفع أو دفع ضر، وذكر الله سبحانه إياه للفضل والكرم (١)، وقال ذو النون: إنك ذكرته بعد أن ذكرك (٢)، وقال ابن عطاء: لأن ذكره تعالى لك بلا علة، وذكرك مشوب بالعلل (٣)، أبو بكر الوراق: لأن (ذكره تعالى للعبد أطلق لسانه بذكره له؛ ولأن) (٤) ذكر العبد مخلوق وذكره غير مخلوق (٥).

وقال أبو الدرداء وقتادة وابن زيد: معناه ولذكر الله أكبر مما سواه وهو أفضل من كل شيء (٦).


= التخريج:
ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٣٤٩، وكذلك البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٤٦، كلاهما عن موسى بن عقبة به، وكأنهما أخذاه من المصنف، ولم أجده من حديث ابن عمر، وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٥/ ٥١٦: وقد رُوي هذا من غير وجه عن ابن عباس، وروي أيضًا عن ابن مسعود، وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وغيرهم، واختاره الطبري.
(١) من (س)، (ح).
(٢) لم أقف عليه.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (س).
(٥) لأنه من كلامه، وكلام الله غير مخلوق، كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة.
انظر: "اعتقاد أئمة الحديث" للإسماعيلي (٥٧)، "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز الحنفي ١/ ١٧٢.
(٦) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٣٢٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٣٤٩، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>