للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غصبًا (١) واسمه الجلندا (٢) رجل من الأزد (٣).

{لِيُذِيقَهُمْ} قرأ السلمي بالنون (٤) وهي اختيار أبي حاتم (وقنبل


(١) قاله مجاهد: انظر "تفسيره" ٢/ ٥٠١، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٩/ ٣٦٤ عنه، والطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٤٩، وذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٣٤٠، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١٧١، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٣٤، وزاد السيوطي في نسبته في "الدر المنثور" ١١/ ٦٠٥ لابن أبي حاتم وابن المنذر والفريابي، وذكره الشوكاني في "فتح القدير" ٤/ ٢٨٢، والألوسي في "روح المعاني" ٢١/ ٤٧.
(٢) في (س): الجلندي.
(٣) يشير المصنف إلى أول فساد ظهر في البر والبحر، وقد ذكر ذلك الشيخ محمَّد الأمين العلوي في تفسيره "حدائق الروح والريحان" ٢٢/ ١٥٨ فقال: قيل: أول فساد ظهر في البر قتل قابيل أخاه هابيل، وفي البحر أخذ الجلندي الملك كل سفينة غصبًا، وفي المثل: أظلم من ابن الجلندي، وكان من أجداد الحجاج، بينه وبينه سبعون جدًّا، وكان الأرض خضرةً معجبة بنضارتها, لا يأتي ابن آدم شجرة إلا وجد عليها ثمرة، وكان ماء البحر عذبًا وكان لا تقصد الأسود البقر، فلما وقع القتل المذكور ... تغير ما على الأرض، وشاكت الأرض أي: صارت ذات شوك، وصار ماء البحر ملحًا مرًا جدًّا، وقصد بعض الحيوان بعضًا، وتعلقت شوكة بنبي، فلعنها، فقالت: لا تلعني فإني ظهرت من شؤم ذنوب الآدميين. ا. هـ.
قلت: قد يظهر الفساد في قوم بسبب أفعالهم السيئة، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ} -[الشورى: ٣٠]-كما هي سنة الله تعالى في خلقه؛ ومن ذلك أن الله غيَّر الصورة على قوم موسى عليه السلام فصيرهم قردة، وعلى قوم عيسى عليه السلام فصيرهم خنازير، إلى غير ذلك؛ فهذا يدل على أن ظهور الفاحشة في قوم وجهرهم بها سبب لفشو الأمراض والطاعون، ونقص الميزان, والقحط، والله أعلم.
(٤) (لنذيقهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>