للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم: خُيّر لقمان بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة (١) (٢).

فروى عبيد الله بن عمر (٣)، عن نافع (٤)، عن ابن عمر، قال: سمحت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حقًّا أقول لم يكن لقمان نبيًّا ولكن عبد صمصامة (٥) كثير التفكير، حسن اليقين، أحب الله فأحبه فمن عليه بالحكمة، كان نائمًا نصف النهار إذ جاءه نداء: يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق؟


= العظيم" ١١/ ٥١: فهذِه الآثار منها ما هو مصرح فيه بنفي كونه نبيًّا، ومنها ما هو مشعر بذلك؛ لأن كونه عبدًا قد مسَّه الرِّق ينافي كونه نبيًّا؛ لأن الرسل كانت تبعث في أحساب قومها, ولهذا كان جمهور السلف على أنه لم يكن نبيًّا، وإنما ينقل كونه نبيًّا عن عكرمة إن صح السند إليه؛ فإنه رواه بن جرير وابن أبي حاتم من حديث وكيع عن إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة: قال كان لقمان نبيًّا، وجابر هذا هو بن يزيد الجعفي، وهو ضعيف، والله أعلم.
(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٨٦ ولم ينسبه، والزمخشري في "الكشاف" ٣/ ٢٣١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ٦٠ نسبه لقتادة مطولًا، وكذا ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٥٢، وقال عنه إنه أثر غريب؛ لأنه من رواية سعيد بن بشير عن قتادة، وسعيد ضعيف قد تكلموا فيه.
(٢) ورد بعده في (س) هامش وهو: وقال عكرمة والسدي والشعبي: كان نبيًّا، وهو قول ابن عباس في رواية عطاء، وهؤلاء فسّروا الحكمة في هذِه الآية بالنبوة. بسيط.
(٣) العُمَري، المدني، ثقة، ثبت.
(٤) نافع المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت مشهور.
(٥) الشديد الصلب، وقيل: الغليظ من الرجال. "لسان العرب" لابن منظور ١٢/ ٣٤٨ (صمصم).

<<  <  ج: ص:  >  >>