أ- فقد أخرج الطبري في "جامع البيان" ١/ ١٧٧ - ١٧٨ بسنده عن السدي، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: لما ضرب الله هذين المثلين -يعني: قوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} وقوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} الآيات الثلاث- قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذِه الأمثال، فأنزل الله {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً} إلى قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. وذكر الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٦) رواية أبي صالح عن ابن عباس. ب- وأخرج الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٧) بسنده عن عبد الغني بن سعيد، عن موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا} قال: وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين فقال: {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا} وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت، فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمَّد، أي شيء يصنع بهذا؟ ! فأنزل الله هذِه الآية. وذكره ابن حجر في "العجاب في بيان الأسباب" ١/ ٢٤٥ عن الواحدي ووهَّاه لوهاء عبد الغني بن سعيد الثقفي. وقد سبق الكلام عن ضعف تفسيره عند الإسناد رقم (٤). وذكره السيوطي في "لباب النقول" (ص ١١) وقال: عبد الغني واه جدًّا. وذكره -كذلك- في "الدر المنثور" ١/ ٨٨ ونسبه إلى عبد الغني الثقفي في "تفسيره" والواحدي. جـ - وأخرج عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ٤١ عن معمر، عن قتادة قال: لما ذكر الله العنكبوت والذباب، قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟ ! فأنزل الله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٩٣، =