للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمَّد. فلما كان يوم بدر، وهُزِم المشركون وفيهم يومئذ أبو معمر تلقاه أبو سفيان بن حرب -وهو معلق إحدى نعليه بيده والأخرى في رجله- فقال له: يَا أَبا معمر، ما حال النَّاس؟ قال: انهزموا قال: فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ ! فقال له أبو معمر: ما شعرت إلَّا أنهما في رجلي. فعرفوا يومئذ أنَّه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده.

وقال الزُّهْرِيّ ومقاتل: هذا مثل ضربه الله للمظاهر من امرأته، وللمتبني ولد غيره، يقول: فكما لا يكون لرجل قلبان كذلك لا يكون امرأة المظاهر أمه حتَّى تكون له أمَّان، ولا يكون ولد واحد ابن رجلين (١).

{وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي} قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو، وورش (اللاي) بغير مد ولا همز، ممدودة مهموزة: نافع غير ورش،


= الجُرْمِ عَلَى هَيْئَةِ الصَّنَوْبَرَةِ، خلقها الله تعالى في الآدمي، وجعلها محلًا للعلم، والروح أَيضًا -في قول- يحصى به العبد من العلوم ما لا يسع في أسفار، يكتبه الله فيه بالخط الإلهي، ويضبطه فيه بالحفظ الرباني حتَّى يحصيه ولا ينسى منه شيئًا. وهو بين لمتين: لمة من الملك، ولمة من الشيطان. وهو محل الخطرات والوساوس، ومكان الكفر والإيمان, والمعنى في الآية: أنَّه لا يجتمع في القلب الكفر والإيمان، والهدى والضلال، والإنابة والإصرار. "أحكام القرآن" ٣/ ١٥٠٤.
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١١٩ عن الزُّهْرِيّ.
قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ١١٧ قال النحاس: وهذا قول ضعيف لا يصح في اللغة، وهو من منقطعات الزُّهْرِيّ رواه معمر عنه. .

<<  <  ج: ص:  >  >>