للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} ذرية (١)، جمع حديد، ويقال للخطيب الفصيح الذرب اللسان، مسلق ومصلق وسلاق وصلاق، وأصل الصلق الضرب (٢).

قال قتادة: يعني بسطوا ألسنتهم فيكم وقت قسمة الغنيمة، يقولون: أعطونا فإنا قد شهدنا معكم القتال، فلستم بأحق بالغنيمة منا، فأما عند القسمة فأشح قوم وأسوأ مقاسمة، وأما عند العباس فأجبن قوم وأخذله للحق (٣).

{أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ} يعني الغنيمة.


(١) ذرية يراد بها سلاطة اللسان وفساد المنطق من قولهم: ذرب لسانه، إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال. ومنه حديث حذيفة (قال: يا رسول الله إني رجل ذرب اللسان)، ومنه الحديث (ذرب النساء على أزواجهن) أي فسدت ألسنتهن وانبسطن عليهم في القول.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ١٥٦ (ذرب).
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٤٠ عن يزيد بن رومان.
يقال مسلق ومسلاق إذا كان نهاية في الخطابة ومنه حديث على إذاك الخطيب المسلق الشحشاح) ويروى بالصاد، والسين. والسليقية اللغة التي يسترسل فيها المتكلم بها على سليقته، أي: سجيته وطبيعته من غير تعمد إعراب ولا تجنب لحن. قال:
ولستُ بنَحْوى يَلُوكُ لِسانَه ... ولكن سَلِيْقيٌّ أقُول فأُعْرِبُ
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٣٩١ (سلق)، "مختار الصحاح" للرازي (ص ١٣٠)، (سلق)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٥٣ - ١٥٤.
(٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٤١ عن قتادة، واختاره ورجحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>