للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شهده رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله لئن أشهدني الله -عز وجل- قتالاً ليرين الله ما أصنع (١)، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به المشركون، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني: المسلمين-، ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال: أي سعد، والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع.

قال أنس: فوجدناه بين القتلى، وبه بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، وقد مثلوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه (٢)، ونزلت هذِه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الآية. قال: فكنا نقول: أنزلت هذِه الآية فيه وفي أصحابه (٣).


(١) في رواية مسلم (ليَراني الله ما أصنع).
قال النووي رحمه الله: هكذا هو في أكثر النسخ: (ليراني) بالألف وهو صحيح، ويكون: (ما أصنع) بدلًا من الضمير في: (أراني) أي: ليرى الله ما أصنع، ووقع في بعض النسخ: (ليرين الله) بياء بعد الراء ثم نون مشددة، وهكذا وقع في "صحيح البخاري"، وعلى هذا ضبطوه بوجهين، أحدهما: لَيَرَين بفتح الياء والراء، أي: يراه الله واقعًا بارزًا، والثاني: ليُرين بضم الياء وكسر الراء، ومعناه: ليُرين الله الناسَ ما أصنعه ويُبرزه الله تعالى لهم.
انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي ١٣/ ٤٨ الجهاد، باب ثبوت الجنة للشهيد.
(٢) بنان: بفتح الباء والنون، جمع بنانة وهي: الأصبع، وقيل: طرفها.
انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص ٢٧).
(٣) [٢٢٥٥، ٢٢٥٦] الحكم على الإسناد:
الإسناد الأول فيه شيخ المصنف لم يذكر بجرح أو تعديل والثاني فيه حميد =

<<  <  ج: ص:  >  >>