للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى غمر الدم وجهه فقال: "ويحكم ذروا أصحابي (١) وأصهاري واحفظوني فيهم، لأن عليهم حافظًا من الله -عز وجل-، ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه، ومن تخلى الله عنه يوشك أن يأخذه" (٢).

{مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (٦١)}.


(١) اتفق الجمهور على أن كل مسلم رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو ساعة فهو من أصحابه، كما اتفقوا على أن خير القرون قرنه كما أخبر بذلك - صلى الله عليه وسلم -، واتفق الجمهور على تفضيل الصحابة كلهم على من بعدهم، وتفضيل نفقتهم على سائر النفقات لأنها كانت في وقت ضرورة وضيق الحال بخلاف غيرهم، ولأن إنفاقهم كان في نصرته - صلى الله عليه وسلم - وحمايته، وكذا جهادهم وسائر طاعاتهم، هذا كله مع ما كان في أنفسهم من الشفقة والتودد والخشوع والتواضع والإيثار والجهاد في سبيل الله حق جهاده، وفضيلة الصحبة ولو للحظة لا يوازيها عمل، ولا تنال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بقياس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
مسألة: وكون الصحابة خير الناس لا يلزم تفضيلهم على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ولا أفراد النساء على مريم وآسية وغيرهما، بل المراد تفضيل جملة القرن الذي هم فيه بالنسبة على كل قرن بجملته.
مسألة: ومن أصحاب الحديث من يرى أن هذِه الفضيلة مختصة بمن طالت صحبته وقاتل معه وأنفق وهاجر ونصر، لا من رآه مرة كوفود الأعراب أو صحبه آخرًا بعد إعزاز الدين ممن لم يوجد له هجرة ولا أثر في الدين ومنفعة المسلمين، والصحيح الذي عليه الجمهور كما أشرت منذ قليل.
مسألة: واعلم أن سب الصحابة - رضي الله عنهم - حرام، بل من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتن منهم وغيره، لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون، ومذهب الجمهور أن الذي يسب الصحابة يعزر ولا يقتل، وقال بعض المالكية: يقتل. انظر: شرح مسلم للنووي ١٦/ ٨٤ - ٩٤.
(٢) [٢٣١١] الحكم على الإسناد:
إسناده ضعيف جدًا فيه أبان متروك وعمرو بن شمر منكر الحديث. =

<<  <  ج: ص:  >  >>