للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهارون عليهما السلام الجبل فمات هارون، فقالت بنو إسرائيل: أنت قتلته، وكان أشد حبًّا لنا منك. وألين لنا منك، فآذوه بذلك، فأمر الله سبحانه الملائكة فحملته حتى مروا به علي بني إسرائيل، وتكلمت الملائكة بموته حتى عرف بنو إسرائيل أنه قد مات، فبرأه الله من ذلك، فانطلقوا به فدفنوه فلم يطلع على قبره أحد من خلق الله إلا الرخم (١)، فجعله أصم أبكم (٢).

وقال أبو العالية: هو أن قارون أستأجر مومسة لتقذف موسى بنفسها على رأس الملأ فعصمه الله وبرأ موسى من ذلك، وأهلك قارون وقد مضت القصة.


(١) الرَّخَم: نوعٌ من الطير معروفٌ، واحدتُه رخمة، وهو موصوف بالغدر والموق. وقيل بالقذر، ومنه قولهم: رخم السقاء؛ إذا انتن.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٢١٢ (رخم).
(٢) [٢٣١٥] الحكم على الإسناد:
فيه شيخ المصنف لم أجده.
التخريج:
رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٥٢ - ٥٣، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب، وقال: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن بني إسرائيل آذوا نبيّ الله ببعض ما كان يكره أن يؤذي به، فبرأه الله مما آذوه به. وجائز أن يكون ذلك كان قيلهم إنه أبرص، وجائز أن يكون كان ادعاءهم عليه قتل أخيه هارون. وجائز أن يكون كل ذلك، لأنه قد ذكر كل ذلك أنهم قد آذوه به، ولا قول في ذلك أولى بالحق مما قال الله إنهم آذوا موسى، فبرأه الله مما قالوا. وهو قول ابن كثير أيضًا في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>