للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والزرَّاد، والدرع المسرودة. قال أبو ذؤيب:

وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تُبَّع (١)

وأصله الوصل والنظم، ومنه قيل للخرز: سرد، وللأشْفَى: مِسْرَد وسَرّاد.

قال الشمَّاخ:

كما تابعت سرد العنان الخوارزُ (٢)

وسرد الكلام (٣).


(١) البيت من شواهد أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ١٤٣. يقال: درع مسرودة أي: مسمورة الحلق. والقضاء: بمعنى العمل، ويكون بمعنى الصنع والتقدير.
وقضاهما: أي أحكمهما، و (صنع) بالتحريك: الحذق في العمل، والصانع هاهنا تبع، وهو ملك من ملوك حمير، ويروى: أو صنع السوابغ.
قال ابن السيرافي: قضاهما: فرغ من عملهما، ومعنى البيت: أنهما جاءا وعليهما درعان سابغتان. أي: طويلتان، محكمتا الصنع، كأنهما من صنع داود -عليه السلام- أو من صنع تبع ملك اليمن العظيم. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٤٧ - ٤٨، "معاني القرآن" للفراء (٢٦١). "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٦٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣٦٨.
(٢) ورواية البيت كما في ديوانه: شككن بأحشاء الذنابي على هدى. . . كما تابعت. .
(٣) يقال: قد سرد الحديث والصوم؛ فالسرد فيهما أن يجيء بهما ولاء في نسق واحد، ومنه سرد الكلام. وفي حديث عائشة: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يسرد الحديث كسردكم، وكان يحدث الحديث لو أراد العاد أن يعده لأحصاه. قال سيبويه: ومنه رجل سردي، أي: جريء، قال: لأنه يمضى قدما. وأصل ذلك في سرد الدرع، وهو أن يحكمها ويجعل نظام حلقها غير مختلف. قال لبيد: =

<<  <  ج: ص:  >  >>