للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للموت، فاغتسلوا، وتحنطوا، ولبسوا الأكفان، وبرزوا إلى الصعيد بالذراري والأهلين، وأمرهم أن يضجوا إلى الله ويتضرعوا إليه لعلّه أن يرحمهم، -وذلك في صعيد بيت المقدس قبل بناء المسجد-.

قال: وارتفع داود -عليه السلام- فوق الصخرة فخرّ ساجدا يبتهل إلى الله تعالى، فأرسل الله فيهم الطاعون فأهلك منهم في يوم وليلة ما (لم يتفرغوا) (١) من دفنهم إلا بعد مدة شهرين، فلما أصبحوا من اليوم الثاني سجد داود (وسجدوا معه) (٢) مع طلوع الشمس، فلم يرفعوا رؤوسهم حتى كشف عنهم الله الطاعون.

قال: فلما أن شفَّع الله تعالى داود (٣) في بني إسرائيل في ذلك الزمان (٤) جمع داود بني إسرائيل بعد ثلاث فقال لهم: إن الله سبحانه قد منَّ عليكم ورحمكم فجددوا له شكراً، فقالوا: كيف تأمرنا؟ قال: آمركم أن تتخذوا من هذا الصعيد - الذي رحمكم الله فيه - مسجداً، لا يزال فيه منكم وممن بعدكم ذاكراً.

فلما أرادوا أن يتخذوا البناء جاء رجل صالح فقير يختبرهم ليعلم كيف إخلاصهم في توبتهم (٥) فقال لبني إسرائيل: إن لي فيه موضعاً أنا


(١) في (م): ما لا يتفرغون.
(٢) في (م): سجدة.
(٣) من (م).
(٤) في (م): المكان.
(٥) في (م): بيوتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>