للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك وأكثر، يدخل فيه طعامه (وشرابه فأدخله في المدة التي مات) (١) فيها، وكان بدو ذلك أنَّه لم يكن يوم يصبح فيه إلا ينبت (٢) في بيت المقدس شجرة فيسألها ما اسمك؟ ، فتقول الشجرة: اسمي كذا، فيقول لها: لأي شيء أنت؟ ، فتقول: لكذا وكذا، فيأمر بها فتقطع، فإن كانت نبتت لغرس غرسها، وإن كانت لدواء كتب، فبينما هو يصلي ذات يوم إذ رأى شجرة بين يديه فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخرُّوبة. قال: ولأي شيء نبت؟ ، قالت: لخراب هذا المسجد. فقال سليمان: ما كان الله ليخرِّبه وأنا حي، أنت الذي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس. فنزعها وغرسها في حائط له، ثمَّ قال: اللهم عَمِّ على الجن موتي حتى يعلم الإنسان أن الجن لا يعلمون الغيب.


= انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٨٢٥ (حرد).
قال في المختار: تجرد للأمر أي: جدَّ فيه، والمقصود هنا الجدّ والاجتهاد في العبادة، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أقبل العشر الأواخر من رمضان شد مئزره، وأيقظ أهله، وأحيا ليله.
انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص ٤٢) (جرد).
وفي رواية: كان سليمان -عليه السلام- يتحنث، والتَّحَنُّث فسره العلماء بالتعبد، وهو تفسير صحيح، وأصل الحِنْث الإثم فَمَعْنَى يتحنث يتجنب الحنث، فكأنه بعبادته يمنع نفسه من الحنث، ومثل يتحنث يتحرج ويتأثم، أي: يتجنب الحرج والإثم، قال ابن عباس وغيره: كان سليمان -عليه السلام- يحتجب في بيت المقدس.
(١) سقط من (م).
(٢) في (م): نبتت.

<<  <  ج: ص:  >  >>