للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكذيبًا منه لهم، حيث قالوا: هؤلاء شفعاؤنا عند الله. وقرأ أبو عمرو، والأعمش، وحمزة، والكسائي بضم الألف. واختلف فيها عن عاصم، وقرأ غيرهم بالفتح.

{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} قرأ ابن عامر، ويعقوب بفتح الفاء والزاي.

غيرهما بضم الفاء وكسر الزاي، أي: كشف الفزع وأخرج عن قلوبهم.


= قال القاضي عياض رحمه الله: مذهب أهل السنة جواز الشفاعة عقلًا ووجوبها سمعا بصريح قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (١٠٩)} وقوله: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} وأمثالهما، وبخبر الصادق - صلى الله عليه وسلم -، وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المُؤْمنين. وأجمع السلف والخلف ومن بعدهم من أهل السنة عليها، ومنعت الخوارج وبعض المعتزلة منها، وتعلقوا بمذاهبم في تخليد المذنبين في النَّار، واتجوا بقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨)} وبقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} وهذِه الآيات في الكفار. وأما تأويلهم أحاديث الشفاعة بكونها في زيادة الدرجات فباطل، وألفاظ الأحاديث في الكتاب وغيره صريحة في بطلان مذهبهم وإخراج من استوجب النَّار، لكن الشفاعة خمسة أقسام: أولها: مختصة بنبينا وهي الإراحة من هول الموقف وتعجيل الحساب. الثَّانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب وهذِه وردت أَيضًا لنبينا - صلى الله عليه وسلم -. الثالثة: الشفاعة لقوم استوجبوا النَّار فيشفع فيهم نبينا - صلى الله عليه وسلم - ومن شاء الله تعالى. الرابعة: فيمن دخل النَّار من المذنبين فقد جاءت هذِه الأحاديث بإخراجهم من النَّار بشفاعة نبينا - صلى الله عليه وسلم - والملائكة وإخوانهم من المُؤْمنين، ثم يخرج الله تعالى كل من قال لا إله إلَّا الله كما جاء في الحديث "لا يبقى فيها إلَّا الكافرون". الخامسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها، وهذِه لا ينكرها المعتزلة ولا ينكرون أَيضًا شفاعة الحشر الأول. . إِلَى غير ذلك مما لا يتسع المقام لذكره. =

<<  <  ج: ص:  >  >>