للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالمد والهمزة، وهو: الإبطاء والبعد.

يقال: تناءشت الشيء أي (١): أخذته من بعيد، والنئيش: الشيء البطيء، قال الشَّاعر:

(تمني نئيشًا أن يكون أطاعني ... وقد خذلت بعد الأمور أمور (٢)

وقال آخر:

رجيت) (٣) نئيشًا بعد ما فاتك الخير (٤)


(١) في (م): إذا.
(٢) البيت لنهشل بن حري، أنشدها في اللسان (ناش) المهموز على أن يقال: جاء نئيشا أي: بطئيًا. وقوله: تمنى نئيشًا: أي في الأخير، وبعد الفوت. أن لو أطاعني وقد حدثت أمور لا يستدرك بها ما فات، أي: أطاعني في وقت لا تنفعه فيه الطاعة، قال: ويقال: فعله نئيشًا أي: أخيرًا، وأتبعه نئيشًا: إذا تأخر عنه ثم اتبعه على عجلة، شفقة أن يفوته. وقوله: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} قرأ الأَعمش، وحمزة، والكسائي بالهمز، يجعلونه من الشيء البطيء، ومن نأشت النأش، قال الشَّاعر: وجئت نئيشا بعد ما فاتك الخير. وقال آخر: تمني نئيشا. انظر: "الصحاح" للجوهري ٣/ ١٠٢٠. "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٣٤٩ (نأش).
(٣) ما بين القوسين مثبت من (م).
(٤) وفي التنزيل العزيز: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} قرئ بالهمز وغير الهمز، وقال الزجاج: من همز فعلى وجهين: أحدهما أن يكون من النئيش الذي هو الحركة في إبطاء، والآخر أن يكون من النؤش الذي هو التناول، فأبدل من الواو همزة لمكان الضمة. ويجوز همز {التَّنَاوُشُ} وهي من (نشت) لانضمام الواو مثل قوله: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١)} قال ابن بري: ومعنى الآية: أنَّهم تناولوا الشيء من بعد وقد كان تناوله منهم قريبًا في الحياة الدنيا، فآمنوا حيث لا ينفعهم إيمانهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>