للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسألة:

قالت القدرية (١): إنَّ الجنَّة التي أسكنها الله عز وجل آدم وحوّاء (٢) لم تكن جنة الخلد، وإنما كان بُستانًا من بساتين الدنيا، واحتجوا بأن الجنَّة لا يكون فيها ابتلاءٌ (٣) ولا تكليف (٤).

والجواب: أنا قد أجمعنا على أن أهل الجنَّة مأمورون فيها بالمعرفة ومكلفون بذلك.

وجوابٌ آخر: وهو أن الله تعالى قادر على الجمع بين الأضداد، فأرى آدم المحنة في الجنَّة، وأرى إبراهيم النعمة في النار؛ لئلا يأمن العبد ربّه، ولا يقنط من رحمته؛ وليعلم أن له أن يفعل ما يشاء.

واحتجوا -أيضًا- (٥) أن (٦) من (٧) دخل الجنَّة يستحيل عليه الخروج


= "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ١/ ١٢٥ (٣٧٦)، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٨٢، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٣٦٣ - ٣٦٤، "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ١٠٥.
(١) القدريَّة: الذين قالوا: إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه أثر.
انظر: "التعريفات" للجرجاني (ص ١٨١)، "الفرق بين الفرق" للبغدادي (ص ١٤)، "القضاء والقدر" للمحمود (ص ١٠٧ - ١٣٩).
(٢) ساقطة من (ت).
(٣) في (ف): البلاء.
(٤) في (ج): وتكليف.
(٥) ساقطة من (ت).
(٦) في (ج) (ش)، (ف): بأنَّ.
(٧) في (ت): بمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>