انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ١١٦. غرور جمع غير، وغر مصدر. ويكون (الغرور) مصدرًا وهو بعيد عند غير أبي إسحاق؛ لأن (غررته) متعد، والمصدر المتعدي إنما هو على فعل؛ نحو: ضربته ضربا، إلَّا في أشياء يسيرة لا يقاس عليها؛ قالوا: لزمته لزومًا، ونهكه المرض نهوكا. فأما معنى الحرف فأحسن ما قيل فيه ما قاله سعيد بن جبير، قال: الغرور بالله أن يكون الإنسان يعمل بالمعاصي ثم يتمنى على الله المغفرة. وقراءة العامة (الغرور) (بفتح الغين) وهو الشيطان؛ أي: لا يغرنكم بوساوسه في أنَّه يتجاوز عنكم لفضلكم. وقرأ أبو حيوة وأبو السمال العدوي ومحمَّد بن المقع (الغرور) (برفع الغين) وهو الباطل؛ أي: لا يغرنكم الباطل. وقال ابن السكيت: والغرور (بالضم) ما اغتر به من متاع الدنيا. قال الزجاج: ويجوز أن يكون الغرور جمع غار؛ مثل قاعد وقعود. النحاس: أو جمع غر، أو يشبه بقولهم: نهكه المرض نهوكا ولزمه لزومًا. الزمخشري: أو مصدر (غره) كاللزوم والنهوك. قال ابن حجر: الغرور وهو فعول بمعنى فاعل، تقول غررت فلانا أصبت غرته ونلت ما أردت منه، والغرة بالكسر: غفلة في اليقظة، والغرور: كل ما يغر الإنسان بالشيطان لأنه رأس في ذلك. انظر: "فتح الباري" لابن حجر ١/ ٢٥٠. "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣٢٣. (١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١١٧، عن ابن عباس، وذكره البُخَارِيّ في كتاب الرقاق، باب قول الله تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} عن مجاهد، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٥/ ٤٦٢ عن عكرمة، عن ابن عباس. (٢) ثِقَة صدوق كثيبر الرواية للمناكير. (٣) أَحْمد بن عليّ بن عمر بن حبيش، ثِقَة