(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٤١، عن ابن عباس، وعن مسروق. وهو اختيار الطبري، ومالك؛ لأن في الأربعين يتناهى عقل الإنسان وفهمه، وما قبل ذلك وما بعده منتقص عن كماله في حال الأربعين. قال مالك: أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا والعلم ويخالطون الناس، حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس واشتغلوا بالقيامة حتى يأتيهم الموت. ومال إليه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٢/ ٢٢٥. قلت: وهو من التوبة كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} الآية، وكذلك هو السنن الذي أوحي فيه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. (٢) رواه الحاكم (٣٥٩٦) عن ابن عباس، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٤١، ١٤٢. وهو اختيار ابن كثير، حيث صحح رواية الستين سنة التي رواها الطبري عن ابن عباس وضعفها. وترجم البخاري: باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر لقوله عز وجل {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} يعني الشيب، ثم ساق حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة". قال الخطابي: (أعذر إليه) أي: بلغ به أقصى العذر، ومنه قولهم: قد أعذر من أنذر؛ أي: أقام عذر نفسه في تقديم نذارته. والمعنى: أن من عمره الله ستين سنة لم يبق له عذر؛ لأن الستين قريب من معترك المنايا، وهو سن الإنابة والخشوع وترقب المنية ولقاء الله تعالى. انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٣٣٢. (٣) ثقة صدوق، كثير الرواية للمناكير.