وقد جرب ذلك بعض الصالحين كما أورد ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٩/ ١١ في ترجمة أبي عثمان الصابوني النيسابوري الحافظ: وبقي في سبعة أيام لم ينفعه علاج، فلما كان يوم الخميس سابع مرضه ظهرت آثار سكرة الموت، فودع أولاده وأوصاهم بالخير، ونهاهم عن لطم الخدود وشق الجيوب والنياحة ورفع الصوت بالبكاء، ثم دعا بالمقرئ أبي عبد الله خاصته حتى قرأ سورة يس، وتغير حاله، وطاب وقته، وكان يعالج سكرات الموت إلى أن قرأ إسناد ما روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" ثم توفي رحمه الله من ساعته. وأورد ابن حجر في "المطالب العالية" ١/ ٧٨٢ عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -، قَالَ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من ميت يموت ويقرأ عنده: يس إلا هون الله تعالى عليه". وانظر: "كشف الخفاء" للعجلوني ٢/ ٥٢٦، وقال: قال الخفاجي: هذا الحديث رواه الترمذي عن أنس وفيه: "كتب له قراءة القرآن عشر مرات" فما رواه المصنف من عشرين مرة مخالف لرواية الترمذي، ثم قال الخفاجي: قيل لبعض الملاحدة إنها تمنع سرقة المتاع، فقال: قد سرق المصحف وهي فيه، وأجاب بأنه قد يكون للشيء مفردا ما ليس له مجموعا مع غيره، كما يشاهد في بعض الأدوية، ألا ترى أن آيات الحفظ قد جربت خاصيتها إذا كانت مفردة دون ما إذا كانت في المصحف وليس من أجلَّ شخص وأكرمه على انفراده كمن أكرمه مع قرنائه انتهى ملخصا، ولم يتعرض لهذا الحديث بأنه مقبول أو موضوع. وفي "الجامع الصغير" رواه بلفظ: "إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس، ومن قرأها كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات" وعزاه للدارمي، عن أنس. وقال المناوي: قال الترمذي: غريب فيه هارون أبو محمَّد شيخ مجهول.