للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فرجع القهقرى ينكفئ على عقبيه حتى خرَّ على قفاه مغشيًا عليه، فقيل له: ما شأنك؟ ! فقال: رأيت الرجل، فلما دنوت منه) (١) حال بيني وبينه كهيئة (٢) الفحل يخطر بذنبه لو دنوت منه لأكلني، فأنزل تعالى {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨)} (٣) مغلوبون.

وأصل الإقماح غض البصر ورفع الرأس، يقال: بعير مقمح إذا رفع رأسه وغض بصره، وبعير قامح إذا روي من الماء فانقمح (٤)، قال الشاعر يذكر سفينة كان فيها:

ونحن على جوانبها قعود ... نغض الطرف كالإبل القماح (٥)

وقال أبو عبيد: وهو على طريق المثل، ولم يكن هناك غل إنما أراد منعناهم عن الإيمان، وعما أرادوا بموانع، فجعل الأغلال مثلًا لذلك.

وفي الخبر أن أبا ذؤيب كان يهوى امرأة في الجاهلية، فلما أسلم


(١) سقط من (م).
(٢) في (م): هيئة.
(٣) انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير ١/ ٤٦٤ - ٤٦٥، ٤٧٠، وذكر في ٢/ ٢٣٠ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأها وهو خارج من بيته للهجرة حينما اجتمع الكفار على قتله.
(٤) في (م): فاقمح.
(٥) الإقماح: رَفْع الرأس وغض البصر. يقال: أقمحه الغل: إذا ترك رأسه مرفوعاً من ضيقه. ومنه قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨)}.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٤/ ١٠٦ (قمح).

<<  <  ج: ص:  >  >>