للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حفصة (١)، عن عكرمة (٢) قال ابن عباس - رضي الله عنه -: إن الشمس تطلع كل سنة في ثلاثمائة وستين كوة، تطلع كل يوم في كوة لا ترجع إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام القابل، ولا تطلع إلا وهي كارهة فتقول: رب لا تطلعني على عبادك فإني أراهم يعصونك يعلنون بمعاصيك، قال: أولم تسمعوا إلى ما قال أمية بن أبي الصلت (٣): حتى تجر وتجلد، قلت (٤): يا مولاي أتجلد الشمس؟ ! قال: عضضت بِهَنِ أبيك (٥). إنما اضطره الرَّوي (٦) إلى الجلد (٧).


(١) ثقة.
(٢) مولى ابن عباس، ثقة عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه.
(٣) أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر المشهور، وقد صدقه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٤) القائل هو عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عن الجميع.
(٥) الهَنُ: الفرج.
قلت: وعبارة (اعضض بِهَن أبيك) تقال عند زجر المخاطب، كما هو مدلول حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بِهَنِ أبيه ولا تكنوا" أي قولوا له: اعضض أَيْرِ أبيك ولا تُكْنُوا عن الأَيْرِ بالهَنِ تنكيلًا له وتأديبًا.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٥/ ٢٧٨، "صحيح الأدب المفرد" للألباني (٣٤٦)، "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني (٢٦٩)، "الأحاديث المختارة" للضياء المقدسي ٤/ ١١.
(٦) الروي: الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه، فيقال قصيدة دالية أو تائية. "التعاريف" للجرجاني (ص ١٥١).
(٧) [٢٤٠٣] الحكم على الإسناد:
صحيح الإسناد.
التخريج:
أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٨٨، وأبو الشيخ في "العظمة" ٤٤/ ١١٨٣ =

<<  <  ج: ص:  >  >>