فلمّا طال عصيانُ قومه ضاق بذلك إلياس ذرعًا وأجهده البلاء، قال: فأوحى الله عز وجل إليه بعد سبع سنين وهو خائف مجهود: يا إلياس ما هذا الحزن والجزع الذي أنت فيه؟ ألست أميني على وَحْيي وحجتي في أرضي وصفوتي من خلقي فسألني أعطك؛ فإني ذو الرحمة الواسعة والفضل العظيم، قال: تُميتُني فتلحقني بآبائي؛ فإني قد مللت من بني إسرائيل وملوني وأبغضتهم، فيك وأبغضوني.
فأوحى الله عز وجل إليه: يا إلياس ما هذا باليوم الذي أخلي منك الأرض وأهلها، وإنما قوامها وصلاحُها بك وأشباهك وإن كنتم قليلًا ولكن تسألُني فأعطيك.
قال إلياس عليه السلام: فإن لم تُمتني يا إلهي فأعطني ثأري من بني إسرائيل. قال الله سبحانه وتعالى: وأي شيء تريده أن أُعْطيك يا إلياس، قال: تُمكنني من خزائن السماء سبع سنين فلا تنشأ عليهم سحابة إلا بدعوتي ولا تُمطر عليهم سبع سنين قطرًا إلا بشفاعتي؛ فإنه لا يذلّهم إلا ذلك، قال الله عز وجل: يا إلياس أنا أرحم بخلقي من ذلك وإن كانوا ظالمين، قال: فستّ سنين، قال: أنا أرحم بخلقي من ذلك وإن كانوا ظالمين، قال: فخمس، قال: أنا أرحم بخلقي من ذلك وإن كانوا ظالمين، ولكني أعطيك ثأرك ثلاث سنين أجعل خزائن المطر بيدك فلا تنشأ عليهم سحابة إلا بدعوتك ولا تنزل عليهم قطرة إلا بشفاعتك.