حسن، فوقعت بين رجليه فمدّ يده ليأخذها. وفي بعض الروايات: ويدفعها إلى ابن صغير له، فلما أهوى إليها طارت غير بعيد من غير أن تؤيسه من نفسه فامتد إليها ليأخذها فتنحت فطارت حتى وقعت في كوة، فذهب ليأخذها فطارت من الكوة، فنظر داود أين تقع فيبعث إليها من يصيدها، فأبصر امرأة في بستان على شط بركة لها تغتسل. هذا قول الكلبي.
وقال السدي: رآها تغتسل على سطح لها فرأى امرأة من أجمل النساء خَلْقًا، فعجب داود عليه السلام من حسنها، وكانت منها التفاتة، فأبصرت ظِلّه فنفضت شعرها فغطّى بدنها، فزاده ذلك إعجابًا بها، فسأل عنها، فقيل: هي بتشايع بنت شايع امرأة أوريا بن حنانا وزوجها في غزاة بالبلقاء (١) مع أيوب بن صوريا بن أخت داود. فكتب داود عليه السلام إلى ابن أخته أيوب صاحب بعث البلقاء أن ابعث أوريا إلى موضع كذا وقدّمه قبل التابوت، وكان من قُدّم على التابوت لا يحل أن يرجع وراءه حتى يفتح الله تعالى على يديه أو يستشهد، فبعثه وقدّمه فَفُتح له، فكتب إلى داود بذلك فكتب إليه أيضًا أن ابعثه إلى عدوّ كذا وكذا، فبعثه ففُتح له، فكتب إلى داود عليه السلام بذلك، فكتب إليه أيضًا أن أبعثه إلى عدو كذا أشد منه بأسًا فبعثه، فقُتل في المرة الثالثة، فلما انقضت عدة المرأة تزوجها داود،
(١) البَلْقَاء: كوة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، وبجودة حنطتها يضرب المثل. "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٤٨٩.