للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلم داود عليه السلام أنه إنما عُني به، فخرَّ ساجدًا أربعين لا يرفع رأسه إلا لحاجة ولوقت صلاة مكتوبة ثم يعود ساجدًا ثم لا يرفع رأسه إلا لحاجة لابدّ منها، ثم يعود فيسجد تمام أربعين يومًا لا يأكل ولا يشرب وهو يبكي حتى نبت العُشب حول رأسه وهو ينادي ربه عز وجل ويسأله التوبة، فكان يقول في سجوده: سبحان الملك الأعظم الذي يبتلي الخلق بما يشاء، سبحان خالق النور، سبحان الحائل بين القلوب، سبحان خالق النور، إلهي خلّيتَ بيني وبين عدوّي إبليس فلم أقم لفتنته إذ نزلت بي، سبحان خالق النور، إلهي تبكي الثكلى على ولدها إذا فقدته وداود يبكي على خطيئته، سبحان خالق النور، إلهي لم أتعظ بما وعظت به غيري، سبحان خالق النور، إلهي أنت خلقتني وكان في سابق علمك ما أنا صائر إليه، سبحان خالق النور، إلهي يُغسل الثوب فيذهب دَرَنُه ووسخه والخطيئة لازمة لي لا تذهب عني، سبحان خالق النور، إلهي أمرتني أن أكون لليتيم كالأب الرحيم وللأرملة كالزوج الرحيم فنسيت عهدك، سبحان خالق النور، إلهي الويل لداود إذا كُشف عنه الغطاء فيقال: هذا داود الخاطئ سبحان خالق النور، إلهي بأيّ عَيْنيْن انظر بهما إليك يوم القيامة وإنما ينظر الظالمون من طرفٍ خفيّ، سبحان خالق النور، إلهي بأي قدم أقدم بها أمامك يوم تزول أقدام الخاطئين، سبحان خالق النور، إلهي ويل للخاطئين يوم القيامة من سوء الحساب، سبحان خالق النور، إلهي مضت النجوم وكنت أعرفها بأسمائها فتركتني والخطيئة لازمة

<<  <  ج: ص:  >  >>