للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدثنا إبراهيم بن عبد الله (١)، عن بشر بن محمد بن أبان (٢)، قال: نا الحسن بن عبيد الله القرشي (٣)، قال: (لما أصاب داود عليه السلام الخطيئة فزع إلى العبّاد فأتى راهبًا في قُلّة (٤) جبل فناداه بصوتٍ عالٍ فلم يجبه فلما أكثر عليه الصوت قال الراهب: من هذا الذي يناديني؟ قال: أنا داود نبي الله، قال: صاحب القصور الحصينة والخيل المسومة والنساء والشهوات لئن نلتَ الجنة بهذا لأنت أنت، فقال داود عليه السلام: فمن أنت؟ قال: أنا راهب راغب مترقّب، قال: فمن أنيسك ومن جليسك؟ قال: اصعد تره إن كنت تريد ذلك، قال: فتخلل داود عليه السلام الجبل حتى صار إلى القلة فإذا هو بميت مُسجى، فقال له: هذا جليسك وهذا أنيسك؟ ! قال: نعم. قال: من هذا؟ قال: مَلِكٌ (٥) قصته في لوح من نحاس عند رأسه. قال: فقرأ الكتاب فإذا فيه أنا فلان بن فلان ملك الأملاك، عشتُ ألف عام وبنيت ألف مدينة وهزمت ألف عسكر وأحصنتُ ألفَ امرأة وافتضضت (٦) ألف عذراء فبينا أنا في ملكي أتاني ملك الموت فأخرجني مما أنا فيه، فهذا التراب فراشي والدود جيراني.


(١) إبراهيم بن عبد الله، لم يتبين لي من هو.
(٢) بشر بن محمد بن أبان الواسطي السكري أبو أحمد قال الذهبي في "الميزان": صدوق.
(٣) الحسن بن عبيد الله بن عروة النخعي أبو عروة الكوفي، ثقة فاضل.
(٤) قلّة كل شيء رأسه، والقلّة: أعلى الجبل. "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٥٦٥ (قلل).
(٥) في (م): (عبد).
(٦) في (م): (فضضت).

<<  <  ج: ص:  >  >>