للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَنَابِيعَ} عيونًا {فِي الْأَرْضِ} قال الشعبي والضحاك: كل ماء في الأرض فمن السماء نزل إنما ينزل من السماء إلى الصحرة ثم يقسم منها العيون والرّكايا (١) {ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ} أي بالماء {زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ


(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٢٠٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ١٧٢، "الدر المنثور" للسيوطي ٥/ ٦٠٨، "الكشاف" للزمخشري ٤/ ١٢٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٢٤٦، "مدارك التنزيل" للنسفي ٤/ ٥١، "إرشاد العقل السليم" لأبي السعود ٧/ ٢٤٩.
والمقصود بالصخرة هي صخرة بيت المقدس، فقد أخرج عبد بن حميد عن أبي العالية في قوله تعالى {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (٧١)} [الأنبياء: ٧١]. قال: هي الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين، لأن كل ماء عذب في الأرض منها يخرج، يعني من أصل الصخرة التي في بيت المقدس. "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٥٨١ - ٥٨٢.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في قوله تعالى {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ٧١]. قال: الشام، وما من ماء عذب إلا يخرج من تلك الصخرة التي ببيت المقدس يهبط من السماء إلى الصحرة ثم يتفرق في الأرض. "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٥٨١.
والأحاديث والآثار التي وردت في فضل الصخرة كثيرة لا يصح منها شيء. انظر: "أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب" للحوت (ص ٣٧٧)، "تنزيه الشريعة" لابن عراق ١/ ١٧٩، "الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص ٤٢٨).
قال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص ١٥٦): كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى. اهـ.
والذين ذكروا هذا القول -أعني نزول الماء من السماء إلى الصخرة- في تفاسيرهم كالزمخشري والنسفي وأبي السعود لم يعقبوا عليه بشيء إلا أنهم حكوه بصيغة التمريض.
والركايا: جمع ركيّة وهي البئر تُحفر. "لسان العرب" لابن منظور ١٤/ ٣٣٤ (ركا).

<<  <  ج: ص:  >  >>