للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَا حَسْرَتَى} يا ندامتا وحسرتا، والتحسر: الاغتمام على ما فات، سمي بذلك لانحساره عن صاحبه بما يمتنع عليه استدراكه وتلافي الأمر فيه (١) والألف في قوله {يَا حَسْرَتَى} هي ياء كناية المتكلم وإنما أُريد (يا حسرتي) على الإضافة ولكن العرب تحول الياء التي هي كناية اسم المتكلم في الاستغاثة ألفا، فتقول يا ويلتا ويا ندما فيخرجون ذلك على لفظ الدعاء وربما ألحقوا بها الهاء (٢) أنشد الفراء:

يا مرحباهْ بحمارٍ نَاجِيه ... إذا أتى قربته للسَّانيه (٣)

وربما ألحقوا بها الياء بعد الألف ليدل على الإضافة، وكذلك قرأها أبو جعفر (يا حسرتاي") (٤).


(١) انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٢٣٤) (حسر).
(٢) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ١٧.
(٣) البيت أنشده أبو فَقْعَس لبعض بني أسد وعند الفراء (ناهية) بدل (ناجية) وكذا نقله ابن منظور في "لسان العرب".
والسّانية: ما يسقى عليه الزرع والحيوان من بعير وغيره. "لسان العرب" لابن منظور ١٤/ ٤٠٤.
(٤) قلت: أجاز الفراء في الوصل: يا حسرتاهُ ويا حسرتاهِ. "معاني القرآن" ٢/ ٤٢٢ وقال النحاس: وإثبات الهاء في الوصل خطأ عند جميع النحويين غيره -يعني الفراء- ولا في السَّواد -أي عامة الناس- هاء ولا قرأ به أحد اهـ "إعراب القرآن" للنحاس ٦/ ١٧.
قلت: ادعاء النحاس أن السَّواد من الناس لا يقولون (يا حسرتاه) لإثبات الهاء بعد الألف مردودٌ فقد ورد في الشعر لبعض بني أسد:
يا ربِّ يا ربّاهِ إيّاك أسَلْ ... عَفراء يا ربَّاهِ من قبل الأجل =

<<  <  ج: ص:  >  >>