للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقاتل لا يعدّون ابن العشرين؛ لصغره، ولا ابن الستين، لكبره، سوى الذرية، فلمّا أرادوا السير ضرب عليهم التيه فلم يدروا أين يذهبون، فدعا موسى -عليه السلام- مشيخة بني إسرائيل وسألهم عن ذلك فقالوا: إن يوسف -عليه السلام- حضره الموت أخذ على إخوته عهدًا أن لا يخرجوا من مصر حتى يُخرجوه معهم، فلذلك انسدّ علينا الطريق، فسألهم عن موضع قبره، فلم يعلموا، فقام موسى ينادي، فقال (١): أنشد الله كلَّ من يعلم أين موضع قبر يوسف إلَّا أخبرني به، ومن لم يعلم فصُمّت أذناه عن قولي، فكان يمر بين الرجلين يُنادي فلا يسمعان صوتَه حتى سمِعَتْه عجوز لهم، فقالت: أرأيتك إن دللتك على قبر يوسف أتعطيني كل ما سألتك؟ فأبى عليها، وقال: حتى أسأل ربي، فأمره الله -عزَّ وجلَّ- بإيتاء سؤالها (٢)، فقالت: إني عجوز كبيرة (٣) لا أستطيع المشي، فاحملني وأخرجني من مصر، هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فأسألك أن لا تنزل غرفة من الجنة إلَّا نزلتها معك. قال: نعم، قالت: إنه في جوف الماء في النيل، فادع الله حتى يحسر عنه الماء، فدعا الله، فحسر عنه الماء، ودعا أن يؤخر طلوع الفجر إلى أن يفرغ من أمر يوسف، فحفر موسى ذلك الموضع، فاستخرجه في (٤) صندوق من مرمر، وحمله حتى دفنه بالشام وفتح


(١) سقطت من النسخ الأخرى.
(٢) في (ج)، (ت): سؤلها.
(٣) ساقطة من (ش)، (ف).
(٤) في (ت): من. وفي (ج)، وفي (ش)، (ف): واستخرجوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>