للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما يكون وما ينبغي له ولد، ثمّ ابتدأ فقال: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (١).

قال السدي: معناه: قل إن كان للرّحمن ولد، فأنا أول من يعبده بأنّ له ولدا، ولكن لا ولد له (٢).

وقال قوم من أهل المعاني: معناه، قل إن كان للرّحمن ولد، فأنا أول الآنفين من عبادته (٣).

ويحتمل أن يكون معناه: ما كان للرحمن ولدٌ، ثم قال: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} الآنفين من هذا القول، المنكرين أنّ له ولدًا؛ يقال: عَبَدَ إذا أنِف وغَضِبَ عَبَدًا (٤). قال الشاعر:

أَلا هَزِئَتْ أُمُّ الوَلِيدِ وأَصْبَحَتْ ... لِمَا أَبْصَرَتْ في الرأسِ مِنِّي تَعَبَّدُ (٥)

وقال آخر:

متَى ما يَشَأ ذُو الوُدِّ يصرم خَلِيلَهُ ... ويَعْبَدْ عليهِ لا مَحَالَةَ ظالِما (٦)


(١) انظر: "تفسير السمعاني" ٣/ ١١٨.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٥/ ١٠٢ ورجحه على غيره من الأقوال، وذكره البغوي في "تفسيره" ٧/ ٢٢٣، وابن كثير في "تفسيره" ٧/ ١٦١.
(٣) انظر: "التبيان في إعراب القرآن" للعكبري ٢/ ١١٤٢، "فتح القدير" للشوكاني ٤/ ٧٣٩.
(٤) انظر: "تفسير غريب القرآن" للقتيبي (ص ٤٠١)، "تفسير الطبري" ٢٥/ ١٠٢.
(٥) لم أجد قائل هذا الشاهد، وذكره الطبري في "تفسيره" ٢٥/ ١٠٢ دون نسبة.
(٦) هذا بيت من قصيدة للمرقش بن سفيان، انظر: "المفضليات" (ص ٢٤٦)، "الشعر والشعراء" ١/ ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>