للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: كنا عند عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - جلوسًا، وهو مضطجع بيننا، فأَتاه رجلٌ، فقال: يا أبا عبد الرّحمن، إنّ قاصًّا عند أبواب (١) كِندَةَ (٢)، يَقُصُّ ويقول (٣) في قوله: - صلى الله عليه وسلم - {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إنّه دّخان يأتي يوم القيامة، فيأخذ (٤) بأنفاس الكفّار والمنافقين وأسماعهم وأبصارهم، ويأخذ المؤمنين منه شبه الزكام. فقام عبد الله - رضي الله عنه - وجلس، وهو غضبان، وقال: يا أيّها الناس اتقوا الله، مَن عَلِمَ شيئًا فليقل بما يعلم، ومن لا يعلم، فليقل: الله ورسوله (٥) أعلم، فإن الله تعالى (٦)، قال لنبيه (٧): {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦)} (٨) وسأحدثكم عن ذلك: إنّ قريشًا لما أبطأت عن الإسلام، واستعصت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم، فقال: "اللَّهم سبع سنين كسني يوسف" فأصابهم من الجهد والجوع ما أكلوا الجيف (٩) والعظام والميتة والجلود، وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا الدخان من ظلمة أبصارهم من شدة الجوع، فأتاه


(١) في (م) و (ت): باب.
(٢) قال النووي: هُوَ بَاب بِالْكُوفَةِ. انظر: "صحيح مسلم بشرح النووي" ١٧/ ١٤٠.
(٣) ليس في (م).
(٤) في (ت): فتأخذ.
(٥) ليس في (م) و (ت).
(٦) من (م).
(٧) في (ت) زيادة: محمد - صلى الله عليه وسلم -.
(٨) ص: ٨٦.
(٩) ليس في (م) و (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>