للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذلك أنّ مالك بن عوف النَّصري، وعيينة بن حصن الفزاري، ومن معهما من بني أسد (١)، وغطفان جاؤوا لنصرة أهل خيبر فقذف الله تعالى في قلوبهم الرعب فانصرفوا (٢).

{وَلِتَكُونَ} هزيمتهم، وسلامتكم (٣) {آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} فيعلموا أنّ الله تعالى هو المتولّي حياطتهم، وحراستهم في مشهدهم ومغيبهم (٤) {وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} طريق التوكّل، والتفويض (٥) حتّى تثقوا في أُموركم كلّها بربّكم، وتتوكّلوا عليه.

وقيل: يثبتكم على الإسلام، ويزيدكم بصيرة ويقينا بصلح الحديبية، وفتح خيبر، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من غزوة الحديبية إلى المدينة، أقام بها بقيّة ذي الحجّة، وبعض المحرم، ثمّ خرج في بقيّة المحرم سنة سبع إلى خيبر (٦)، واستخلف على المدينة


(١) أسد: بطن من عنز، وهي ذات بطون كثيرة، كانت بلادهم فيما يلي الكرخ من أرض نجد، وفي مجاورة طئ. انظر: معجم قبائل العرب ١/ ٢١.
(٢) انظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٢٠١، "تفسير الماوردي" ٥/ ٣١٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٧٨ - ٢٧٩ وعزاه لابن عباس، "تفسير أبي حيان" ٨/ ٩٦ عن ابن عباس، "الدر المنثور" ٦/ ٧٠ وعزاه لابن المنذر عن ابن جريج.
(٣) "الوجيز" للواحدي ٢/ ١٠١١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٧٩.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٠٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٧٩، "تفسير الخازن" ٤/ ١٥١.
(٥) انظر: "الوجيز" للواحدي ٢/ ١٠١١، "تفسير ابن الجوزي" ٧/ ٤٣٦، "تفسير أبي حيان" ٨/ ٩٦.
(٦) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٠٦، و"اللباب" لابن عادل ١٧/ ٤٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>