للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو الحديبية (١).

{مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} قرأ (بالياء) أبو عمرو، وغيره (بالتاء) (٢).

واختلفوا فيهم:

فقال أنس - رضي الله عنه -: إنّ ثمانين رجلا من أهل مكّة هبطوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من جبل التَّنعِيم (٣) عند صلاة الفجر عام الحديبية ليقتلوهم، فأخذهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سِلما، فأعتقهم، فأنزل الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} .. الآية (٤).

وروى عكرمة، عن ابن عبّاس - رضي الله عنهما -، قال: إنّ قريشا كانوا بعثوا أربعين رجلا منهم أو خمسين، وأمَروهم أن يُطِيفُوا بعسكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية، ليُصيبوا لهم من أصحابه أحدا، فأُخِذوا أخذا، فأُتِى بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فعفا عنهم، وخلَّى سبيلَهم، وقد


(١) انظر: "تفسير الماوردي" ٥/ ٣١٨، "تفسير ابن الجوزي" ٧/ ٤٣٨ ونسبه لأنس، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٨٠.
(٢) "الحجة" للفارسي ٣/ ٤١٠، "المبسوط" لابن مهران (ص ٣٤٦)، "تحبير التيسير" لابن الجزري (ص ٥٦١).
(٣) التنعيم: موضع بمكة في الحل، سمي بذلك لأن جبلا عن يمينه يقال له نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم والوادي نعمان، ومنه يحرم المكيون بالعمرة. انظر: "معجم البلدان" ٢/ ٤٩.
(٤) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد، باب: قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} (١٨٠٨). من حديث أنس بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>