للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحلفون بالله لا تدخلها عليهم أبدًا، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدّموها إلى كُرَاعِ الغَميم -وقد ذكرت قول من قال: إنّ خالد بن الوليد كان يومئذ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ويح قريش، قد أكلتهُمُ الحربُ، ماذا عليهم لو خَلّوا بيني وبين سائر العرب؟ فإن هم أصَابُوني كان ذلك الَّذي أرَادوا، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وآخرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا ولهم (١) قوّة، فما تظنّ قريش! ؟ فو الله لا أزال أُجاهِدُهُم على الَّذي بعثني الله تعالى به حتّى يظهره الله عز وجل، أو تنفرد هذِه السّالِفَةُ".

ثمّ قال: "مَن رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها؟ "، فقال رجل من أسلم: أنا يا رسول الله. فخرج بهم على طريق وعر حزن بين شعاب، فلمّا خرجوا منه، وقد شقّ ذلك على المسلمين وأفضى إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قولوا: نستغفر الله، ونتوب إليه"، ففعلوا، فقال: "والله إنّها للحطّة التي عُرِضَت علي بني إسرائيل، فلم يقبلوها (٢) ".

ثمّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للنّاس: "اسلكوا ذات اليمين" في طريق تُخرجه على ثنية [المُرار] (٣) على مهبط الحديبية من أسفل مكّة.


= تُسَمَّى بِئْرَ طُوى، هِيَ مَوْضِعُ مَبِيتِهِ - صلى الله عليه وسلم - بِجَيْشِ الفَتْحِ. انظر: "المعالم الجغرافية الواردة في السيرة" (ص ١٨٨).
(١) في (م) و (ت): وبهم.
(٢) في (م): يفعلوها.
(٣) في النسخ (المرَّان)، والمثبت من كتب المصادر والمراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>