كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٤٨ - سورة الفتح - ٢٥ - ج: 24 - ص: 302

استغناء بدلالة الكلام عليه (١) {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا}.

وقال بعض العلماء: قوله: {لَعَذَّبْنَا} جواب لكلامين (٢): أحدهما {وَلَوْلَا رِجَالٌ}، والثاني: {لَعَذَّبْنَا} أي تميّزوا (٣).

ثمّ قال: {لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ} أي جنته {مَنْ يَشَاءُ} يعني المؤمنين، والمؤمنات (٤).

قال قتادة في هذِه الآية: إنّ الله تعالى يدفع بالمؤمنين عن الكفّار، كما دفع بالمستضعفين من المؤمنين عن مشركي مكّة (٥).

[٢٧٨١] وأخبرني أبو عبد الله بن فنجويه (٦)، حدّثنا أبو علي بن حبش (٧)، حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن عبيد الله بن أحمد (٨) الدارمي (٩) بإنطاكية (١٠)، حدّثني أحمد بن أبي يعقوب

---

(١) "تفسير الطبري" ٢٦/ ١٠٢.
(٢) انظر: "تأويل مشكل القرآن" (٣٦٨)، "التبيان" للعكبري ٢/ ١١٦٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٨٨، "الدر المصون" للحلبي ٩/ ٧١٧.
(٣) "تأويل مشكل القرآن" (٣٦٨)، "الوجيز" للواحدي ٢/ ١٠١٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٢٠.
(٤) "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٢١، "تفسير الخازن" ٤/ ١٦٠.
(٥) أخرج الطبري الشطر الأول منه ٢٦/ ١٠٣، وذكره البغوي في "تفسيره" ٧/ ٣٢١، والخازن في "تفسيره" ٤/ ١٦٠.
(٦) الحسين بن محمد بن فنجويه، ثقة، كثير الرواية للمناكير.
(٧) الحسين بن محمد بن حبش، أبو علي الدينوري، ثقة مأمون.
(٨) في (ت): يحيى.
(٩) أحمد بن عبيد الله أبو الطيب الدارمي الأنطاكي، لم يذكر بجرح أو تعديل.
(١٠) أنطاكية: مدينة عظيمة من أعيان المدن على طرف بحر الروم بالشام، وتقع اليوم =