للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللغتين (١)، وقد وجدنا الطور في كلام العرب، قال جرير:

فإن يرَ سلمى الجنُّ يستأْنِسُوا بها ... وإِنْ يرَ سلْمى صَاحبُ الطُّور ينْزِلِ (٢)

قال المفسرون: وذلك أن الله تعالى أنزل التوراة علي موسى -عليه السلام- فأمر موسى قومه بالعمل بأحكام التوراة، فأبوا أن يقبلوها ويعملوا بما فيها للآصار (٣) والأثقال التي كانت فيها (٤)، وكانت شريعةً ثقيلةً، فأمر الله جبريل -عليه السلام- فقلع جبلًا على قدر عسكرهم، وكان فرسخًا في فرسخ، فرفعه فوق رؤوسهم مقدار قامة الرجل. وقال أبو صالح عن ابن عباس: أمر الله تعالى جبلًا من جبال فلسطين، فانقلع من أصله حتَّى قام على رؤوسهم مثل الظُّلَّة (٥).

وقال عطاء، عن ابن عباس: رفع الله تعالى الطور فوق رؤوسهم، وبعث نارًا من قبل وجوههم، وأتاهم البحر الملح من


(١) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ١٧، "البسيط" للواحدي (١٠١٠)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٣٨.
(٢) "ديوان جرير مع الشرح" (ص ٣٤٤) من قصيدة يهجو بها عياش بن الزبرقان.
"البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٠٢.
(٣) في (ت): من الآصار.
(٤) سقطت من (ج)، وفي (ش): عليهم.
(٥) "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ١٢٥، "الكفاية" للحيري ١/ ٤٧، "الوسيط" للواحدي ١/ ١٥١، "البسيط" للواحدي (١٠١١)، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٠٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٣٧٢.
وانظر: "جامع البيان" للطبري ٢/ ٣٢٤ - ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>