للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتأمرنا بذبح البقرة (١)، وإنما قالوا ذلك لتباعد الأمرين في الظاهر، ولم يدروا ما الحكمة فيه.

وقرأ ابن محيصن: (أَيَتَّخِذُنَا) بالياء (٢)، وقال: يعنون الله -عزَّ وجلَّ-. ولا يُستبعَد هذا من جهلهم؛ لأنهم هم الذين قالوا: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (٣). وفي {هُزُوًاْ ثلاث لغات:

(هُزْءًا) بالتخفيف والهمز، ومثله (كُفُؤًا) وهي قراءة الأعمش، وحمزة، وخلف، وإسماعيل (٤).

و(هُزُؤًا) و (كُفُئًا) مثقَّلان مهموزان، وهي قراءة أبي عمرو وأهل الحجاز والشام، واختيار الكسائي وأبي عبيد وأبي حاتم.

و{هُزُوًا} و {كُفُّوًاْ} مثقَّلان بغير همز، وهي قراءة حفص عن عاصم (٥).

وكلها لغات صحيحة فصيحة معناها: الاستهزاء.


(١) في (ت): بقرة.
(٢) "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤١٤.
(٣) الأعراف: ١٣٨.
(٤) إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري مولاهم، المدني، القارئ، أبو إسحاق. نزل بغداد، ونشر بها علمه، وأقرأ بها. قال ابن معين: إسماعيل بن جعفر ثقة مأمون، قليل الخطأ، وهو وأخواه محمد وكثير مدنيون. توفي ببغداد سنة (١٨٠ هـ).
"تاريخ يحيى بن معين" رواية الدوري ٢/ ٣١، "معرفة القراء الكبار" للذهبي ١/ ١٤٤ (٥٤)، "طبقات الحفاظ" للسيوطي (٢٢٦).
(٥) "السبعة" لابن مجاهد (ص ١٥٧)، "التيسير" للداني (ص ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>