للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرفنا الله وإياكم يا أهل الإسلام بزيارتها:

أبُنيَّ لا تظلم بمكة لا الصغير ولا الكبير

واحفظ محارِمها بُنىَّ ولا يغرنك الغرور

أبُنيَّ من يظلم بمكة يلق أطراف الشرور

أبُنيَّ يُضربُ وجهه ويلُح بخدَّيه السعير

أبُنَيَّ قد جَّربتُها فوجدت ظالمها يَبور

الله أمَّنها وما بُنيتْ بعرصتها قصور

واللهُ أمَّن طيرَها والعُصْمُ تأمن في ثبير

ولقد غزاها تبع فكسا بَنِيَّتها الحرير

وأذلَّ ربي ملكه فيها فأوفى بالنذور

يمشي إليها حافيًا بفنائها ألفا بعير

ويظل يُطعم أهلَها لحم المهاري والجَزور

يَسْقِيهم العسل المصفى والرَّخيص من الشعير

والفيلُ أهلك جيشه يُرمون فيها بالصخور

والملك في أقصى البلاد وفي الأعاجم والجزير

فاسمع إذا حُدِّثت وافهم كيف عاقبة الأمور (١)

ثم رجع تبع إلى اليمن) (٢) فلما دنا من اليمن ليدخلها


(١) انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ٢/ ١٦٥، العرصة: الساحة وفناء الدار، ثبير: جبل في ظاهر مكة. الرخيص: الرخص الشيء الناعم اللين، وإن وصفت به النبات فرخاصته هشاشته. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٤٠.
(٢) ما بين القوسين ليس في (ح)، وبه من الألفاظ ما يدل على أنها كانت شرحًا وتعليقًا للناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>