للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله -عزَّ وجلَّ- على بني إسرائيل ذبح تلك البقرة بعينها، وأمرهم بها، فما زالوا يستوصفون ويوصف (١) لهم حتَّى وُصف لهم تلك البقرة بعينها، مكافأة له على برّه بوالدته، فضلًا منه ورحمةً (٢).

فذلك قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} أي: سل، وهكذا هو في مصحف عبد الله: (سل لنا ربك يبين لنا ما هي وما سنها) (٣) قال موسى -عليه السلام-: {إِنَّهُ} يعني (٤): الله -عزَّ وجلَّ- {يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ} أي: لا كبيرة ولا صغيرة، وارتفع الفارض والبكر بإضمار هي، أي: لا هي فارض ولا (٥) بكر، قال مجاهد وأبو عبيدة والأخفش: الفارض: الكبيرة المسنة التي لا تلد (٦). يقال منه: فرضت تفرض فروضًا (٧) قال الشاعر:


(١) في (ج): ويَصِف، وفي (ش): وتوصف.
(٢) أخرجه عن ابن عباس ووهب وغيرهما: الطبري في "جامع البيان" ١/ ٣٥٥.
وذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ١٢٩، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٠٦ - ١٠٧، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٩٩ - ١٠٠، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ٧٠.
(٣) "الكشاف" للزمخشري ١/ ١٥٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤١٥.
(٤) في (ج): زيادة: إنَّ.
(٥) في (ج): زيادة: هي. انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٥٠.
(٦) قول مجاهد: أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١/ ٣٤١. وانظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٤٣.
(٧) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٥، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (ص ٦٣١)، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>