للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فغضب عليها، و (كان امرأً) (١) فيه سُرعة ولمم (٢)، فقال لها: أنتِ عليَّ كظهر أمي، ثم ندم على ما قال: وكان الظهار والإيلاء من طلاق الجاهلية، فقال لها: ما أظنك إلاَّ وقد حرمت عليَّ، قالت: لا تقل ذلك ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاسأله، فقال: إني أجدني أستحيي منه أن أسأله عن هذا الحديث، قالت: فدعني أسأله، قال: سليه، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعائشة - رضي الله عنها - تغسل شق رأسه - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله! إنَّ زوجي أوس بن الصامت تزوَّجني وأنا شابة غنية ذات مال وأهل، حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي وكبرت سني ظاهر مني، وقد ندم، فهل من شيء يجمعني وإيَّاه تنعشني به؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حرمتِ عليه" فقالت: يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقًا وأنَّه أبُ ولدي وأَحَب الناس إليَّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حرمتِ عليه" فقالت: أشكوا إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفراق زوجي وابن عمي، قد طالت صحبتي ونفضت له بطني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أراك إلاَّ وقد حرمتِ عليه، ولم أؤمر في شأنكِ بشيء" فجعلت تراجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويراجعها، وإذا قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حرمت عليه"، هتفت وقالت: أشكو إلى الله فاقتي وشدَّة حالتي، اللَّهم فأنزِل على لسان


(١) في الأصل: وكانت امرأة. والتصويب من (م).
(٢) اللَّمَمُ: الإلمامُ بالنساء وشدَّة الحرص عليهن.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (لمم)

<<  <  ج: ص:  >  >>