للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبو جعفر (يخربّون) بالتشديد من التخريب (١).

قال أبو عمرو: إنَّما اخترت التشديد، لأنَّ الإخراب ترك الشيء خرابًا بغير ساكن، وإن بني النضير لم يتركوا منازلهم خرابًا فيرتحلوا عنها، ولكن خرَّبوها بالنقض والهدم (٢).

يؤيده قوله -عز وجل-: {بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} وقال الآخرون: التخريب والإخراب بمعنى واحد، واختار أبو عبيد وأبو حاتم الأولى (٣).

وقال الزُّهريّ: وذلك أنَّهم لما صالحهم النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - على أنَّ لهم ما أقلت الإبل، كانوا ينظرون الخشبة في منازلهم مما يستحسنونه أو العمود أو الباب، فيهدمون بيوتهم وينزعونها منها، ويحملون ذلك على إبلهم ويخرب المؤمنون باقيها (٤).


(١) انظر: السابق، "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٣٠، "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٣٢)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٠٥.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٤٣، "النكت والعيون" للماوردي نسبه للفراء ٥/ ٥٠٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٠٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٤.
(٣) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٣٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٠٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٤.
(٤) أخرجه عبد الرَّزاق في "تفسير القرآن" ٣/ ٢٩٧ (٣١٨٥)، وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ٣٠، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٥٠٠، ونسبه لعروة بن الزُّبير وابن زيد، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٧٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٠٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٤، عنه وعن عروة بن الزُّبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>