للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنزلوه وخنقوه وكتفوه وانطلقوا به إلى الملك، فأقرَّ على نفسه، وذلك أنَّ الشيطان أتاه، فقال: تقتلها ثم تكابر، يجتمع عليك أمران، قتل ومكابرة، اعترِفْ فلما اعترف أمر الملك بقتله وصلبه على خشبة، فلما صلب أتاه الأبيض عيانًا وذلك أنَّ إبليس لعنه الله قال للأبيض: وما يغني عنك ما صنعته أن قتل فهو كفارة لما كان منه، فقال الأبيض: أنا أكفيكه فأتاه (١)، فقال: يَا برصيصا أتعرفني؟ قال: لا، قال: أنا صاحبك الذي علمتك الدعوات فاستجيب لك، ويحك أما أتقيت الله في أمانةٍ خنت أهلها وإنَّك أعبد بني إسرائيل، أما استحييت، أما راقبت الله في دينك، فلم يزل يعيِّره ويوبخه، ثم قال له في آخر ذلك: ألم يكفك ما صنعت حتَّى أقررت على نفسك وفضحت نفسك، وفضحت أشباهك من النَّاس؟ فإن مت على هذِه الحالة لم يفلح أحدٌ من نظرائك بعدك، قال: فكيف أصنع؟ قال: تطيعني في خصلة واحدة حتَّى أنجيك مما أَنْتَ فيه وآخذ بأعينهم وأخرجك من مكانك! قال: وما هي؟ قال: تسجد لي سجدةً، قال: أنا أفعل، فسجد له من دون الله، فقال له: يَا برصيصا هذا الذي أردت منك، صارت عاقبة أمرك إلى أن كفرت بربك: {إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (٢).


(١) بياض في الأصل، والمثبت من (م).
(٢) [٣٠٨٥] الحكم على الإسناد:
إسناده ضعيف جدًّا فيه إسحاق بن بشر كذاب، وفيه أَيضًا مقاتل بن سليمان كذبوه وهجروه إلَّا أنَّه توبع من عبد الرَّحْمَن بن قبيصة ولم يذكر بجرح أو تعديل. =

<<  <  ج: ص:  >  >>