للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن الزهريّ (١)، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور (٢)، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لم أزل حريصًا أن أسأل عمر - رضي الله عنه - عن المرأتين من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - للتين قال الله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} حتى حج عمر - رضي الله عنه -، وحججت معه، فلما كنا ببعض الطريق (٣) عدل عمر - رضي الله عنه - وعدلت معه بالإداوة، فتبرز (٤)، ثم أتاني، فسكبت على يديه فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اللتان قال الله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}

فقال عمر - رضي الله عنه -: واعجبا لك يا ابن عباس -قال الزهريّ: كره والله ما سألة، ولم يكتمه- ثم قال: هي حفصة وعائشة. قال: ثم أخذ يسوق الحديث (٥).

فقال: كنا معاشر قريش قومًا نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة،


(١) محمد بن مسلم، فقيه، حافظ، متفق على جلالته وإتقانه.
(٢) مولى بني نوفل، ثقه.
(٣) هو الظهران كما جاء مصرحًا به في بعض الروايات. وانظر "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨٠.
والظهران: واد قرب مكة، وعنده قرية يقال لها: ، تضاف إلى هذا الوادي فيقال: الظهران. انظر "معجم البلدان" لياقوت ٤/ ٦٣.
(٤) أي: قضى حاجته.
انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص ٢٠) (برز)، "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨٠.
(٥) أي: القصة التي كانت سبب نزول الآية المسؤول عنها. "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>