للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هلكت؟ ! لا تراجعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تسأليه شيئًا، وسليني ما بدا لك، ولا يغرنّك أن كانت جارتك (١) هي أوسم وأحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك- يريد عائشة - رضي الله عنهما - قال: وكان في جار من الأنصار (٢). قال: وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فينزل يومًا، وأنزل يومًا فيأتيني بخبر الوحي وغيره، وآتيه بمثل ذلك.

قال: وكنا نتحدث أن غسان (٣) تنعل الخيل لتغزونا (٤)، فنزل صاحبي يومًا، ثم أتاني عشاء، فضرب بابي، ثم ناداني، فخرجت إليه. فقال: حدث أمر عظيم. قلت: ما ذاك؟ أجاءت غسان؟ قال:


(١) المقصود بالجارة: الضرة، وسميت جارة لتجاورهما المعنوي، لكونهما عند شخص واحد، كان لم يكن حسيًا. وكان ابن سيرين يكره تسميتها ضرة، ويقول: إنها لا تضر ولا تنفع ولا تذهب من رزق الأخرى بشيء، وإنما هي جارة. وقال القرطبي: اختار عمر تسميتها جارة أدبًا منه أن يضاف لفظ الضرر إلى أحد من أمهات المؤمنين. "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨٣.
(٢) اسم جاره كما في "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٨/ ١٩٠: أوس بن خولي، وجنح إليه الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص ٣٢٣)، "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨١، وهو مترجم في "الإصابة" لابن حجر ١/ ٨٥.
(٣) غسان: شَعب عظيم اختلف في نسبته، والمقصود هنا الغساسنة وهم ملوك الشام، وهم: بنو عمرو بن مازن بن الأزد. وكانوا على النصرانية مع أنهم عرب أزديون ولكنهم كانوا عمالاً للإمبراطورية الرومانية البيزنطية يحمون الحدود الشمالية من غارات الفرس. "معجم القبائل العربية" ٣/ ٨٨٤.
(٤) أي: تستعمل النعال، وهي نعال الخيل، وتنعل: بضم أوله. وفي رواية البخاري في كتاب المظالم باب الغرفة (٢٤٦٨) تنعل النعال والمعنى واحد. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٥/ ٨٢ - ٨٣، "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>